لستُ من هواة متابعة المسلسلات لا العربية منها ولا الأجنبية لأنها تقيد المشاهد على غرار الأفلام التي إن طالت لا تتجاوز الثلاث ساعات ، و رغم ذلك ألا أن معرفتي بالإنتاج الخليجي ليست معدومة كليًا .
لا يخلو انتاج درامي من مشاهد الفرح و المواقف الهزلية و التي هي جزء من الحياة الواقعية فالحياة لا تستقيم على خط واحد دون المرور على الخطوط الأخرى لتجربتها ، و التناوب بين المواقف و المشاعر مهم لتوازن الحياة و شخصية الفرد نفسه ، لذا تجتمع الدراما بلحظاتها السعيدة و المحزنة مع الكوميديا في الأعمال الخليجية و لكن دون تحقيق تلك الموازنة المطلوبة الذي فقدانها يخلق لديك شعور من الارتياب أتضحك أم تبكي مما يؤدي بك إلى الانفصام و يجعلك تصرخ بمن حولك متسائلًا ما الذي حدث ؟ لقد كانت الفتاة سعيدة منذ أقل من ثانية ما الذي أبكاها ؟ هل جاء جاسم و صفعها أم طلقها أم أخذ الورث ؟
قد تبدو هذه سخرية مبتذلة مني لكن للأسف الأعمال الخليجية لازالت تدور حول هذه الأمور رغم أنها تقدمت خطوات لا خطوة إذا ما تمت مقارنتها بالإنتاج السعودي الذي لازال يحبو و لم يمشِ بعد .
الإنتاج الخليجي لا يهيئك نفسيًا قبل ولوجه إلى المشهد التالي حيث لا تجد تناوب منتظم بين المشاعر التي يخرجها الممثل و التي من المطلوب أنها تصلك ، فالمشاعر تتخبط بداخلك بشكل اعتباطي مزعج ، و بسد هذه الثغرة سترتفع قيمة العمل بشكل بسيط و لكنه ملحوظ .